عندما ولج اللص الشهير إلى بيت المسئول الكبير كاد أن يغمى عليه. اللص وجد أمام ناظريه عملات أجنبية من كل الأنواع.. ستة وعشرين ألفاً من الدولارات الأمريكية.. وشيء من الفرنكات السويسرية.. وبعض من اليورو الأوربي.. التقييم الرسمي أكد أن قيمة العملات تجاوزت ثلث المليار بحسابنا القديم.. السائق البائس كان يطمع في بضعة ألوف من الجنيهات السودانية توفر له مقدم قسط الإسكان الشعبي.
ولو كنت انا العبد لله ضبط لدي 1000 دولار فقط لفتحت لي تحقيقات ولا تنفع اي تبريرات لذلك الموقف ولادخلت السجن 10 سنوات.
لم تصدر اي جهة مسئولة عن هذه العملات الأجنبية المتناثرة في بيت ذلك المسئول. ربما في تقدير ذلك المسئول أن الأمر لا يستحق..وأن وجود مثل هذه الأموال أمر عادي. رغم أن بلاده في هذه الأيام تلهث من أجل توفير نقد أجنبي. وفي سبيل إحكام السيطرة على سوق العملات الأسود اعتقلت بعض تجار العملة.
واني لاظن أن هذا المسئول ليس من عوام هذا الشعب.. لم يمتنع او يتضامن علي الاقل عن أكل اللحوم بسبب ارتفاع سعرها.ولم يجد مصاعب في توفير وجبة إفطار تلميذ لأن ابنه ليس من بين مائة وأربعين ألف طالب سوداني لا يتناولون إفطارهم بسبب العوز والفقر. على هذا التحليل اتكأت. وقلت لنفسي ما دام الرجل لا يشبهنا فلماذا نكدر صفو حياته بسؤال من أين لك هذه العملات الأجنبية.
وفي مره اشار رئيس البلاد إن حكامنا كانوا من زمرة الفقراء وأنهم كانوا من مناطق فقيرة وللانصاف مازال بعضهم يفتخرون بتلك المناطق التي نشأءوا بها لكن ينسي بعضهم من اين جاء.
في تقديري أن السياسة يجب أن تفقر أصحابها إن مارسوها بحقها ومستحقها وأعرافها.. السياسية في السودان تعني البيت المفتوح واليد الممدودة لمساعدة البائس والفقير. إلا أن الحقيقة أن معظم مسئولينا الحاليين لم يزدهم الحكم إلا ثراءً، انظروا اليهم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق