توقف العمل في المشرحة الجديدة بنهر النيل لثلاث سنوات بسبب عدم التمويل وخلاف حول العقد المبرم بين الشركة والسلطات هناك، ما أدى إلى استخدام المشرحة القديمة منتهية الصلاحية التي ظلت عاجزة عن توفير متطلبات حوادث السير.
وتحوي المشرحة، التي يعود عمرها إلى خمسينيات القرن الماضي، منضدة واحدة فقط ولا توجد فيها أي مقومات أخرى لاستقبال عدد من الجثامين عند وقوع حوادث مرورية، بل لا تستطيع الحفاظ على جثة لأكثر من خمس ساعات.
وعند وقوع أي حادث تضطر السلطات لإخطار ذوي الضحايا بضرورة القدوم في ساعات مبكرة حتى لا تتعفن الجثة وعند تأخر الأسر لأي ظرف يتم تسليم الجثمان لمشرحة الخرطوم، وتكون هناك مشاكل لاحقة تتعلق بالحصول على عربة إسعاف في زمن قياسي.
وقال أحد المواطنين، صلاح البدوي، إن المشرحة لا تستطيع إكرام الموتى وعند استقبال جثث الطريق السريع يتم تركهم على الأرض لساعات طوال لضيق المساحة وشح إمكانات المشرحة، مؤكداً أنه أمر محزن للغاية وعلى السلطات تغيير هذا الواقع المأساوي، حسب تعبيره.
وأكد المساعد الطبي، محمد كريم، أن إمكانات المشرحة القديمة متخلفة ولا تقابل احتياجات حوادث المرور وتفتقر لأبسط المقومات للتعامل مع الجثث.وأوضح أن المشرحة تضم منضدة واحدة ومتهالكة، مضيفاً "نحن لا نستطيع أن نحتفظ بجثمان لأكثر من خمس ساعات ونخشى أن يتعفن لذلك نسعى لتدابير أخرى حتى لا نصل لهذه المرحلة"
مكب نفايات
بالمقابل، عزا مدير عام وزارة الصحة بولاية نهر النيل، سمير أحمد، توقف العمل في المشرحة الجديدة لأسباب في التمويل ولخلاف حول العقد المبرم بين الشركة وحكومة الولاية.
وقال سمير إن تشييد المشرحة الجديدة بدأ في عام 2005 وتوقف بعد ثلاث سنوات في 2008 ليتحول المبنى بمرور الزمن إلى مكان يستقبل الأوساخ ومكب للنفايات بدلاً عن حفظ الموتى.وذكر أن اكتمال المبنى لا يحتاج لأموال طائلة، وأن ما صرف عليه أكثر مما يحتاجه الآن، منتقداً استخدام مشرحة متهالكة في وقت تشهد فيه المنطقة نهضة عمرانية في الطرق والجسور.
وأفاد المراسل أنه رغم المعاناة الكبيرة والفراغ في "ستر" جثامين الموتى إلا أن أفق الحلول أقل بكثير من حجم المشكلة التي تضاف إلى مشاكل صحية ومادية بمستشفى مدينة عطبرة التي تعد من المدن العريقة في السودان واشتهرت بالسكة الحديد.
0 التعليقات:
إرسال تعليق