الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

ابتسامة سوما


( حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضاحِكًا مِنْ قَوْلِها وَقالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحًا تَرْضاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ (19)). 

الابتسامة هي بعض ما ورد في الآية الكريمة من سورة النمل ولعلها في هذه الآية تدل على أن الابتسامة هي فضاء واسع يسع كل خبايا الانفعال والنفس وما يطوف فيها من رؤى وافكار.. إذن هي ملاذ للحس في الخروج والتعبير عن ما يكتنف العقل والوجدان البشري في اطلالة تبدو عند البعض جميلة.. ووسيمة وقد تبدو للبعض غير مريحة لكن تظل الابتسامة هي إحدى لغات الجسد التواصلية وبها تبدأ مساحات من الخطاب الذي قد ينم عن القبول أو الرفض. قديماً كان الناس يرسلون الكلمات المنمقة للتعبير والترحيب والاعتذار أو الشكر لكن بعد ذلك أضحت الابتسامة سفيراً ورسولاً يخرج من وجه غطت فيه انفعالات الابتسامة كل ملامحه. ولعل الابتسامة أنواع منوعة وأوصاف مختلفة، فالبعض إذا احس أن ابتسامة الآخر غير ذات معنى ولا تدل على فكرة أو حتى صورة واضحة لحدث ما أو انفعال ما فهي ابتسامة توصف بالبلهاء وهناك الابتسامة الجذابة التي يقابلك بها شخص عندما تنظر إليه لأول وهلة فتحس نحوه بشعور إيجابي فيقابل نظرتك بابتسامة مرحبة يمكن أن يطلق عليها الابتسامة المريحة وهناك الابتسامة التي تخرج عن إطار التواصل والاتصال وهي التي تعكس سوء نية أو عدم تقدير صاحبها لمن منحه هذه الابتسامة وهي ما تسمى بالابتسامة الصفراء وهذه ابتسامة تبدو غير مريحة وتخفي وراءها عوالماً من الكيد والخبث أو في أفضل الحالات الاستهزاء بالآخر والتقليل من مكانته لكن الابتسامة النقية الصادقة أول علاماتها انما تزيد صاحبها جمالاً بل وتكشف كل مخزونه الجمالي بلا ترتيب وتجعل ذاك الجمال واضحاً .. بعض الشركات والمؤسسات التي تقوم على أسس الدراسة النفسية والاستفادة من هذا العلم تهتم بأن يبتسم موظفوها للعملاء بل وتتسع هذه الابتسامة عند الخطأ في التعامل فإذا غضب العميل كانت ابتسامة الموظف هي سلاحه وبطاقة اعتذاره لاطفاء نيران هذا الغضب وهنا يطل سحر الابتسامة.. وفي الاثر النبوي  (تبسمك في وجه أخيك صدقة).
الموناليزا من أجمل تفاصيلها ابتسامتها الآسرة ورغم مرور مئات السنين إلا أن الموناليزا ظلت صاحبة الابتسامة الأجمل والطرافة .. إن الذين يعملون في مجال الدعاية والإعلان والتسويق يهتمون بافضاء روح الابتسامة ورسمها على وجه المعلن حتى يعكس نوعاً من الارتياح والفرق واضح بين الابتسامة والضحكة ولعل الشعر والأدب اهتما كذلك بالابتسامة وسحرها حتى الشعراء السودانيون اهتموا بذكر الابتسامة (وحياة ابتسامتك يا حبيبي وحياة عينيك). ومن الجميل أن تسافر إلى حاضرة الجزيرة ود مدني فتقابلك على مدخل المدينة لافتة (ابتسم من فضلك أنت في ودمدني) عزيزي القارئ اكتشف باحثون أن الابتسامة تعمل على راحة الخلايا الدماغية وتمنح القلب راحة دافئة وهذا من باب الفائدة الطيبة للابتسامة فابتسم تبتسم لك الحياة واجعل للابتسامة لوناً واضحاً وآخر لون للترحيب والحب والقبول.

ابتسامة من وجه جميل
رغم مرور السنين وتكاثف الجراح والشجون عليه إلا أنه ظل يستلهم كل القوة من ابتسامتها له ورغم أنها كانت مجرد زميلة إلا أن ابتسامتها كانت له وطناً  بلا حدود من الأمان والفرح وعندما غابت عنه ظل يأتي كل صباح إلى مكانها حيث تجلس لكن لا وجود لها إلا طيف ابتسامة جميلة تحمل كل الحب والحنان.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More