استوقفني الامام يوم الجمعة الماضية وهو يستذكر الناس بوفاة الرسول صلي الله عليه وسلم فقررت ان اكتب ان اعيد نشرها عبر مدونتي اما بعد :
في ضُحى يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشرة من الهجرة، توفي نبي الرحمة محمد - صلى الله عليه وسلم - وقد تمَّ له ثلاث وستون سنة؛ ليَفقد أهل الدنيا صحبة أفضل الخَلق، وأكمل البشر، وخير من وطئ التراب، وإنا لله وإنا إليه راجِعون!
مات نبي الرحمة محمد - صلى الله عليه وسلم - وبقيَت تعاليمه حيةً نابِضة في قلوب جميع المؤمنين، واستمرَّت دعوته في انتشارها وشُموخها، وظل نور الوحي الذي جاء به مَحفوظًا، وسيبقى كذلك حتى يَرث الله الأرض ومن عليها.
مات النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - لكن الدين الذي جاء به سيظل باقيًا؛ لأن الله هو الذي يحفظ هذا الدين، ولأن الدين الحق لا يَرتبِط وجوده بوجود بشر، فالبشر جميعًا إلى زوال وموت، والله هو الحي الذي لا يَموت.
هكذا كانت تربية الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه - رضوان الله عليهم - ربَّاهم على أن يَجعلوا حياتهم ومماتهم لمن له البقاء - سبحانه - وأن يجعلوا تمام الإخلاص والعبودية لله - تعالى - وحده.
لذلك لم يكن عجيبًا أن يقف أبو بكر الصديق أكثر الناس قربًا ومحبة وتعلقًا وارتباطًا بالنبي الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - ليَخطب في الناس بعد وفاته قائلاً: "أما بعد، فمن كان منكم يعبد محمدًا - صلى الله عليه وسلم - فإن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - قد مات، ومن كان يعبد الله، فإن الله حي لا يموت، قال الله - تعالى -: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 144][1].
نسأل الله أن يرزقنا اتباع سنة الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - وأن يحشرنا في زمرته، وأن يسقينا من يده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدًا.
اللهم إنا نشهد أنه بلغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصح للأمة، وكشف الله به الغمَّة، وتركَنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يَزيغ عنها إلا هالك.
اللهم اجزِه عنَّا خير ما جزيت نبيًّا عن أمته، ورسولاً عن قومه، وآتِه الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته.
هي اللحظات الأخيرة في حياة نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم .. يحكيها الشيخ بأسلوبه المؤثر فتشعر وكأنك تعيش هذه اللحظات وتذرف الدمع حزنا على نبينا الكريم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق